dimanche 14 avril 2019



نبض المدينة

موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس
18 أكتوبر 2017

الحراقة : ” البحر أمامكم والجيش وراءكم
في إطار الندوة الصحفية التي نظمتها اليوم 17 أكتوبر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بفرعيها الشمالي و الجنوبي بمعية جمعيات أخرى لتسليط الضوء على الفاجعة الأليمة التي جدت في عرض البحر يوم 8 أكتوبر و المتمثلة في غرق مركب يقل عشرات الشبان بصدد الهجرة إلى ايطاليا و الذي خلف عدد من الوفيات و من المفقودين. استمعت اليوم إلى بعض شهادات أهالي ضحايا هذه الهجرة غير المنظمة و إلى ناجين من هذه الحادثة الأليمة و حسب شهادة أحدهم قال التالي : ” انطلق مركبنا من جزيرة قرقنة على الساعة 2 صباحا و بعد ساعتين تقريبا اعترضتنا “صدربعل” سفينة الجيش التونسي تحذرنا للعدول عن مواصلة ” الحرقة ” و من بين وسائل ” الإقناع ” التي اعتمدها الجيش لمنع الشباب من مغادرة تونسنا الحبيبة هي ” رشنا بخراطيم المياه الباردة في عرض البحر و عند اقتراب مركبنا من المياه الإقليمية قامت سفينة الجيش بالتوجه نحو مركبنا و صدمها ” و تنتهي روايته المؤثرة بالقول أن بعض العسكريين توجهوا إلينا أثناء تخبطنا في المياه بالقول : ” موتوا يا …..” وبعد إنقاذنا بكلام منافي للحياء و مخل بالشرف
ناجي آخر كان في حالة مأساوية لا يستطيع التكلم من فرط الصدمة بفعل هول ما عاشه لقد كان أول الصاعدين لسفينة الجيش بعد إنقاذه فاستقبل حسب روايته بالعنف المادي و المعنوي بدون شفقة أو رحمة ! و هو ما دفع واحد من أهالي الضحايا إلى القول ” حتى الجيش اللي حمانا في الثورة ما عادش عنا ثقة فيه” ! هذا بعض ما رواه الناجين عن الحادثة المشؤومة و هذه صورة مأساوية عن فئة من شبابنا اضطر بسبب فقدان الأمل في تغير أحوال بلاده إلى رمي نفسه في أهوال البحر . لا ننتظر من القضاء سوى التحقيق الجدي في الحادثة بغاية معرفة الحقيقة كاملة لملابساتها و تحديد المسؤوليات تبعا لذلك
كما ننتظر من الدولة الاعتناء و رعاية عائلات الضحايا والأخذ بيد الناجين

الأستاذة ندى الهمامي المحامية بصفاقس


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire